الرأي الآخر: حديث المرأة في الفضاء الإلكتروني في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي

في السنوات القليلة الماضية ، اصبح الانترنت سريعاً ومتاح كأداة للإتصالات ، والفضل بسبب النمو المطرّد للمدونات الإلكترونيه وغيرها ، وفي الوقت الحالي المدونات الإلكترونية المصغّرة (بستخدام تويتر) . يستطيع المستخدمين الآن التواصل مع بعضهم البعض من خلال أجهزة الهاتف المحمول الموصولة بالانترنت. الأفراد والمجموعات المهملين والمهمشين من قبل التيار الإعلامي ، هذه الفئة المحافظة المثقلة بالعادات والتقاليد اصبحت الآن تملك طريقة طريقة لم يسبق لها مثل للتعبير عن آرائهما.

هذا ينطبق على المرأة. ففي جميع أنحاء الشرق الأوسط ، المرأة تستخدم الأنترنت وتكتب العربية ، الفارسية ، التركية والإنجليزية ، يكتبن احاديثهن الخاصة ، يناقشن القضايا الإجتماعية مستفيدين من الخصوصية التي يقدمها عالم الانترنت. بعض النساء لا يعتبرن السماح لأي شخص مهتم بقراءة مدونات “التويتر” الخاصة بهن قضية  أو مشكلة (1) . والبعض الآخر ممن هي مهتمة بإخفاء هويتها ، على سبيل المثال النساء السعوديات لا يسمحن لإحد بفعل ذلك دون إذن مسبق منهن (2).

استخدام الإنترنت يشمل المسائل العامة والخاصة ، غالباً ما تستخدم اللهجة العامية أو في بعض الأحيان تستخدم المصطلحات النابية في حال عدم وجود بديل يمكن أن يوصل الفكرة إلى المجتمع ، ويتضح هذا جلياً في المواقع والمنتديات السعودية . عدد من النساء السعوديات تركن بصمتهن الخاصة للتعبير عن وضع المرأة وقد تم ذلك عن طريق الإنترنت. فعلى سبيل المثال ، الصحفية السعودية ريم الصالح المؤيدة لتحسين وضع المرأة في المملكة السعودية وتعمل هذه الصحفية لصالح حملة أكبر تهدف إلى تحسين وضع المواطنين العاديين. تنتقد ريم استخفاف الرجال فيما يتعلق بالطلاق ؛ حيث يقوم بعض الرجال بإرسال ورقة الطلاق إلى زوجته عبر الفاكس ، والبعض الآخر لا يتكلف بإعلام زوجته بأنها طالق. وتستنكر ريم هذا التصرف من بعض الرجال ، حيث لم يتبقى سوى أن ترسل ورقة الطلاق عبر الرسائل القصيرة (SMS) أو البريد الإلكتروني (3). أيضاً كتابات الصحفية هيفاء خالد جديرة بالإهتمام فيما يتعلق بهذا الخصوص، حيث تهدف إلى ايجاد طلاق عادل للنساء حيث قامت بنشر مقالة باللغة العربية عنونها “الطلاق السعودي” حيث تفصّل تنظيماتها ونشاطاتها ، هذا وبالإضافة إلى عدة مواد تعليمية مثل المقالات والمقابلات.(4) شخصية ثالثة جديرة بالذكر هي ايمان النجفان ، ام لثلاثة أطفال تعمل كمحاضرة باللغة الإنجليزية للعلوم الصحية في جامعة الرياض ، قامت بالمداومة على مدونة الكترونية باللغة الإنجليزية تناقش قضايا المرأة السعودية ، هذا وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت بنشر عدد من المقالات المختلفة (4). شخصية رابعه وهي زينب غاصب حيث قامت بالكتابة عن العقلية العربية وخصوصاً عن مرهبين النساء السعوديات حيث اوعزت ان السبب هو تجاهل النساء السعوديات عن حقوقهن (6) . مواضيع دينية حساسة تتم مناقشتها ، هاتون أجواد الفاسي مثقفة سعودية قامت بالإعتراض على عدم المساواة بين الرجل والمرأة عند الصلاة في المسجد الحرام في مكة (7) .المزيد من الجرأة في جعبة  (على الرغم من أنها تكتب من خارج البلاد) وجيهة الحويدر حيث تقترح اعتناق العلمانية كحل لمشاكل المجتمع السعودي (8).

في المناطق المجاورة ، يقوم النساء بالتعليق على مواضيع مختلفة. الصحفية الفلسطينية مريم الضاهر هاجمت التعامل بتسامح تجاه الإرهابيين الإسلاميين المتبنى من قبل الفضائيات العربيه في الأخبار والبرامج ، وفي المقابل تدعوا إلى إدانة الإرهاب بشكل علني (9) .  المثقفه السورية المنفية مرح البقاعي استنكرت التجاهل والعقلية المنغلقة التي تميز الكثير من العرب بالمقارنة مع الانفتاح في المجتمعات الغربية (10). وعلى نفس النحو وفي مقابلة تلفزيونية تدين الرسومات المسيئة إلى النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)  الطبيبة النفسية وفاء سلطان لامت غياب حرية التعبير عن الرأي في العالم العربي (11). وفي الكويت ادانة الكاتب ابتهال عبدالعزيز الخطيب عدم وجود لجنة مثل لجنة فينوغراد الإسرائيلية لدى الدول العربية ، حيث قامت هذه اللجنة بستجواب مسؤولين الحكومه وقواد الجيش فيما يخص حرب لبنان 2006 ، حيث تأكد غياب المحاسبة على القياديين العرب (12).

المرأة المصرية ايضاً قامت بستخدام ملحوظ للانترنت في معركتها بحثاً عن المساواة. في على سبيل المثال ، ففي السنوات الثلاثة الماضية  الموقع “كلنا ليلى” ناهض عدم المساوة للمرأة (حساب التويتر الخاص بهذه المنظمة يحتوي على كثير من الروابط لمقالات تهتم بقضايا المرأة في المنطقة) (13). الطبيبة نوال السعداوي شنت حملة واسعة ضد ختان الإناث وتستخدم الانترنت لتوسع انتشار الحملة هي وناشطيين آخريين (14). الشاعرة النشاطه فاطمة ناعوات هاجمت غياب التسامح الديني تجاه الأقلية القبطية في مصر (15). كما يفعل دعاة حقوق الإنسان و داليا زايدة في مدونتها الإلكترونية (16).

أحد اصحاب المدونات الإلكترونية الإيرانية فيما يتعلق بقضايا المرأة “تغيير للمساواة” (17) ،حيث حصلت على جائرة “صحفيين بلا حدود”  محور نشاطاتها انشاء عريضة بمليون توقيع لتغيير القوانين التي تميز ضد المرأة ، وكنتيجة للمرأة الإيرانية ؛ فقد دفت الكثير من النساء الإيرانيات الثمن بالإعتقال والسجن (18).

وبالمثل ، منظمة حقوق المرأة الإيرانية والكردية، الرابطة الثورية للمرأة في افغانستان (19). وعشرات المنظمات المشابهة تسعى لستخدام الانترنت كوسيلة للترويج لحملاتهم من أجل حقوق المرأة وحقوق الأقليات وتحقيق العدالة الإجتماعية.

المبادرات المحلية من النساء في المواضيع المختلفة تأخذ اهمية اكبر بفضل الانترنت ، والبعض لا يستطيع النجاح بدون الانترنت. فعلى سبيل المثال : دعوت النساء السعوديات إلى مقاطعة المتاجر التي تبيع الملابس الداخلية النسائية والتي لا توظف إلا الرجال ، انتقادات وجهت لرجال الدين الذين افتوا بعدم جواز ظهور المرأة على التلفاز (20) ، انشاء اذاعة راديو مصرية مخصصه لقضايا واهتمامات المرأة (21)، قيام بيوت الأزياء الباكستانية بإ نشاء موقع انترنت يتضمن مقلات حول وضع المرأة في الباكستان (22) ، وبالطبع اصبح الانترنت مكان مهم لإلتقاء الرجال بالنساء (23) لمناقشة حياة وقضايا المرأة اليومية (24) ، أيضاً ويوفر الانترنت مكان جيد للنساء الشواذ جنسياً (السحاقيات) للتعارف فيما بينهم أو حتى معرفة البيانات الشخصية الخاصة بهن (25).

بطبيعة الحال ، يعتبر الانترنت كمنبر لمختلف أصوات وآراء النساء ووجهات النظر العالمية. ببساطة لا يمكن القول بأن هناك فرق شاسع بين الرجل والمرأة لمجرد انوثة المرأة . المزيد ايضاً ؛ الكثير من النساء من الطبقات الإجتماعية المختلفة لا تملك إمكانية الوصول إلى الانترنت . ومع ذلك ، انتشار “مساحة المرأة” و “أصوات المرأة” عبر الإنترنت قد وسع وبشكل واضح الحديث فيما يخص ضرورة التغيير الإجتماعي في المنطقة مع التركيز على تحطيم السقف الزجاجي فوق المرأة وذلك لضمان وتأمين حقوقهم الأساسية (26) .

 

  1. http://twitter.com/thefah
    http://twitter.com/walaa
    http://twitter.com/Lastoadri
    http://twitter.com/frozentears
    http://twitter.com/amrkhaled
    http://twitter.com/sarahtotya
  2. http://twitter.com/ghaidaa
    http://twitter.com/nawal_saad
    http://twitter.com/Sa4a
    http://twitter.com/YasmeenAbuamer
    http://twitter.com/rose1990
    http://twitter.com/amany86
    http://twitter.com/emanabdelmonem
    http://twitter.com/sara_dds
  3. ريم الصالح, “طلاق الفاكس,”, إيلاف, 15.09.2008
    http://www.elaph.com/Web/AsdaElaph/2008/9/365790.htm
  4. هيفـاء خالـد, “مرحبا بكم في موقع مبادرة الطلاق السعودي,”, الطلاق السعودي
    http://saudidivorce.org/DIV
  5. ايمان النجفان مدونة المرأة السعودية
    http://saudiwoman.wordpress.com
  6. زينب غاصب, “النساء والإرهاب…,”, الحياة, 05.07.2008
    http://zavita.co.il/archives/301
  7. هتون أجواد الفاسي, “هل بيت الله الحرام للرجال فقط؟,”.
    http://www.alriyadh.com/2008/04/06/article332214.html
  8. وجيهة الحويدر, “اعلموا …2,”, الحوار المتمدن, 23.02.2008.
    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=125832
  9. مريم الضاهر, “الإعلام العربي و”ما يسمى بالإرهاب”,”, الشرق الأوسط, 16.06.2007.
    http://zavita.co.il/archives/92
  10. مرح البقاعي, ” شرق الغيب وغرب المعرفة,”, إيلاف, 24.10.2007.
    http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2007/10/273736.htm
    http://www.youtube.com/watch?v=mAXoDHy3_Ek
  11. مرح البقاعي, ” شرق الغيب وغرب المعرفة,”, إيلاف, 24.10.2007.
    http://www.elaph.com/ElaphWeb/AsdaElaph/2007/10/273736.htm
    http://www.youtube.com/watch?v=mAXoDHy3_Ek
  12. د . ابتهال عبد العزيز الخطيب, ” أين «فينوغرادنا»؟,”, أوان, 04.02.2008
    http://www.awan.com/pages/oped/31332
  13. http://kolenalaila.com
  14. http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=66523
  15. فاطمة ناعوت, ” الدينُ لله، فهل الوطنُ للجميع؟,”, الحوار المتمدن, 05.01.2008.
    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=191&aid=120706
  16. http://daliaziada.blogspot.com
  17. http://www.forequality.info/english
  18. صحفيين بلا حدود ، ايران ، 7 شباط 2008 .
    http://www.rsf.org/Iran,25431.html
  19. “RAWA” هي منظمة افغانية سياسية / اجتماعية تناضل من أجل السلام ،الحرية ، الديموقراطية وحقوق المرأة .
    تم انشاء هذه المنظمة عام 1977
    http://www.rawa.org/index.php
  20. الشرق الأوسط اون لاين “رجال السعودية يدعون إلى منع النساء من وسائل الإعلام” 24 آذار 2009
    http://www.middle-east-online.com/english/?id=31157
  21. أحمد غشماري ، “للنساء فقط المرأة العربية في بث حي ومباشر”، شباب الشرق الأوسط ، 31 آذار 2009.
    http://www.mideastyouth.com/2009/03/31/%E2%80%9Cgirls-only%E2%80%9D-arab-women-live-and-on-air
  22. http://www.fashno.com
  23. http://arablounge.com
  24. http://www.loveinaheadscarf.com
  25. http://alwaandykes.blogspot.com

ديانيه تاكر , “المرأة العربية بدأت تكسر السقف الزجاجي ,” نشر هافينغتون , 18 آذار 2008.
http://www.huffingtonpost.com/diane-tucker/arab-women-beginning-to-c_b_176137.html

هذه المقالة متاحة أيضًا بـ: English Français עברית