المدون في الشرق الأوسط ـ مهنة خطرة

كيف تتعامل دول الشرق الأوسط المحافظة مع التطور السريع لشبكة الإنترنت؟ بالنسبة لها هذه أداة ذو حدين: من ناحية هناك فوائد اقتصادية ودعائية ومن ناحية أخرى ـ لعنة سرعة انتشار وتوفر المعلومات أكثر من أي وقت مضى. السلطات تستثمر في التطوير لكنها تراقب المدونين حتى الموت.

ليس من السهل أن تكون مستخدما للانترنت في الشرق الأوسط. وأحيانا تتعرض أيضا للخطر. هذه منطقة لا تستطيع التعبير فيها عن رأيك بحرية وبثقة كمدون انترنت على مر الزمن.العديد من الدراسات التي صدرت مؤخرا تؤكد ما هو معروف في هذا السياق.

يشكل الانترنت بالنسبة للحكومات في الشرق الأوسط وسيلة أو أداة ذات حدين، تشمل الفوائد الاقتصادية والدعائية ، جنبا إلى جنب مع لعنة انتشار وتوافر المعلومات بشكل سريع جدا أكثر من أي وقت مضى.

ولذلك ، تتبع هذه الحكومات على مدى سنوات ، سياسة ثنائية؛ الاستثمار الكبير في البنية التحتية للاتصالات والمعلومات كجزء من الجهود الرامية إلى ترقية اقتصادها، من ناحية، وتعزيز الرقابة والسيطرة على وسائل الإعلام والمعلومات عبر شبكة الإنترنت ، مع توسيع نطاق التدابير لتقييد حرية الفرد وحرية التعبير في التشريع، الرقابة، التنفيذ الجبري والاعتقالات ، من ناحية أخرى.

الحذر من الشبكات الاجتماعية

منظمة مبادرة الشبكة المفتوحة (OpenNet Initiative)، التي تعمل لحرية أكبر في الإنترنت، نشرت مؤخرا بحثا حول القيود الحكومية على شبكة الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاعوام 2008-2009. يثبت هذا البحث مرة أخرى ما هو معروف عن الجهود التي تبذلها الحكومات في منطقتنا لمنع مواطنيها من حرية الوصول إلى المعلومات على شبكة الانترنت. وذلك بواسطة إخضاع شبكة الإنترنت لسلسلة قوانين مختلفة (بعضها مخصصة)على مدى السنوات،استخدام الوسائل الفنية المتقدمة، إشراف ومراقبة أكثر من السابق واعتقال مستخدمين مختلفين.

ويشير البحث الى عدة اتجاهات حدثت في المنطقة على مر السنين بما في ذلك؛ زيادة القيود المفروضة على مواقع ذات مضمون سياسي، زيادة   الاهتمام بالشبكات الاجتماعية للحد من استخدامها،ازدياد بحالات تصفية مواقع ذات مضامين باللغة العربية، اقتحام السلطات لمواقع المعارضة والمدوَّنات، ومقابل ذلك رغبة أصحاب المواقع بتسجيل مواقعهم لدى السلطات قبل تشغيلها.

كل هذا، حتى الحالة التي يحدد فيها البحث أن تعزيز الرقابة على الانترنت في منطقتنا هو القاعدة وأن إزالة القيود عن المواقع هو الاستثناء.

المدونون يفرضون الرقابة على انفسهم من شدة الخوف

يضاف الى ذلك بيانات منظمة “صحف بدون حدود” التي تشير الى أن 5 دول من بين ال 12 دولة المعروفة بأنها ‘أعداء الإنترنت’ هي في الشرق الأوسط؛ ايران، سوريا، السعودية، تونس ومصر.

كل هذه، عبر عنها بوضوح التقرير الذي نشر قبل مدة معينة من قبل منظمة حماية الصحفيين Committee to Protect Journalists حول أسوأ 10 دول في العالم من حيث التعامل مع المدونين. 5 منها في الشرق الأوسط. نعم, نفس الدول الخمس. وذلك بسبب وفاة مدون ايراني في سجنه هذا العام ، محاكمة مدون في سوريا وسجن آخرين في السعودية، في تونس وفي مصر.  هذا بجانب التدابير التشريعية، عبارات التخويف وحملات العقوبة. اجراءات تؤدي الى الرقابة الذاتية في هذه البلدان.

تشير البيانات الديموغرافية في كثير من بلدان المنطقة إلى أن الشباب تحت سن 25 يشكلون أكثر من النصف وفي أخرى يقارب هذه النسبة. وبما أن شبكةالإنترنت هي أداة للشباب وللمتعلمين، فاذا كان فقط بعض المدونين في الشرق الأوسط يتعرضون حاليًا للخطر فإن أول الشجرة النواة, فلا بد من  نهاية حرية التعبير والمعلومات في منطقتنا.