منظمة «أنونيموس» ونشاطاتها في الحوض المتوسطي
تم أخيرا الكشف في الإنترنت عن إعلان يدعو، على ما يبدو، إلى المساهمة في معسكر إرشادي تابع لمنظمة «أنونيموس» (Anonymous). ولكن من الجهة الأخرى، تدعي هذه المنظمة أنه لا ثمة عضوية فيها، حيث قالت: «أنونيموس هي فكرة مشتركة لنا جميعا وإنها الأمر الوحيد المشترك بيننا. فإنك لا تنضم إلى أنونيموس، بل تتحول إلى أنونيموس». وقد جددت منظمة الهاكرين الناشطين «أنونيموس» هجوماتها على مواقع إنترنت وأنظمة حاسوب في أنحاء العالم، بما في ذلك في الحوض المتوسطي.
في بداية الشهر، هاجم أفراد المنظمة خادم البريد التابع لوزارة جوازات السفر والتأشيرات الإيرانية ، حيث تمكنوا من وضع يدهم على أكثر من عشرة آلاف بلاغة إلكترونية، ثم حمل هذه الغنيمة، حجمها 63 ميغا بايت تقريبا ، إلى موقع مشاركة ملفات ، حيث انتشرت المعلومات الكامنة فيها بسرعة في جميع أنحاء الإنترنت. وبغرض ترك دلالة على ما فعلوه، أرسل أحد النشطاء بلاغة إلكترونية من أحد الخوادم المخترقة.
وحسب ما أفاده أحد أفراد المنظمة ، فإن الهدف من الهجوم كان إرباك السلطات الإيرانية في العالم الوقاعي كما في العالم الإنترنتي، حيث قال : « لا أعلم لماذا يواصل النظام الإسلامي تمويل جيشه الافتراضي في حين لا يستطيع تأمين أكثر خوادمه البريدية أهمية » .
شنت المنظمة هجوما من نوع DDoS ضد الحواسيب الإيرانية أثناء الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو 2009، ومن المحتمل أن تشن هجوما ثانيا من هذا النوع عند حلول الذكرى الثانية لهذا الحدث في 12 حزيران/يونيو 2011.
وفي الفترة ذاتها، تم شن هجوم مماثل ضد خوادم حكومة دبي، كان نطاقه أقل بكثير وسعا، حيث انتهى بسرقة ما يقرب من مئة اسم مستخدم وكلمة سر غير سارية المفعول فيما يظهر ، كانت تابعة لموظفين حكوميين. وحسب كلام النشيط، الذي يبدو أن له علاقة بهذه المنظمة، تمت العملية إذ «حان الوقت لتدرك الحكومات أنه ليست لها أية قدرة على الإنترنت. هذا العالم لنا».
أما السلطات السورية فخضعت أيضا لهجوم من قبل نشطاء المنظمة. في 4 حزيران/يونيو تم الإعلان عن هجوم إنترنتي مكثف ضد مواقع الإنترنت التابعة للسفارات السورية في أنحاء العالم وكذلك ضد مواقع إنترنت حكومية سورية أخرى . وتم هذا الهجوم احتجاجا على تعطيل الإنترنت في سوريا على يد السلطات لمدة يوم واحد في اليوم الفائت.
تكشف مطالعة إعلانات المنظمة أن نشطاءها يعتزمون هجوما مماثلا ضد حواسيب الحكومة التركية ويبررونه كما برروا الهجوم على الحواسيب السورية – احتجاجا على القيود القاسية المفروضة من قبل السلطات على النفاذ إلى الإنترنت من حين إلى آخر .
لا تستهدف هجومات المنظمة الدول فقط ، بل وأيضا منظمات أخرى . نشرت «أنونيموس» إعلانا، وحتى أبلغت محتواه من خلال «تويتر»، أنها سوف تهاجم حواسيب صندوق النقد الدولي تأييدا للـ «ثورة اليونانية» وكجزء من نقاش قضية المعاونة الاقتصادية المكثفة التي يقدمها صندوق النقد بهدف تأهيل الاقتصاد اليوناني ، والتي تتم ، حسب الادعاءات، دون الاهتمام بمصالح السكان ودون أن يصوتوا على الاتفاق مع صندوق النقد . وبل أعدت المنظمة لافتة تباشر بما تعتزم عليه المنظمة.
أدت هذه الإعلانات إلى تصريح المتحدث باسم صندوق النقد الدولي أن صندوق النقد قامت بالإجراءات اللازمة لحماية نفسه من الهجوم المتوقع من قبل المنظمة .
وكما مدت منظمة «أنونيموس» تأييدها للشعب اليوناني، أعلن نشطاؤها كذلك نيتهم لمهاجمة موقع البرلمان الكاتالوني تأييدا لموجة الاحتجاجات في إسبانيا ضد الاتحاد الأوروبي ومؤسسات أخرى.
أما في ما يتعلق بإسرائيل، فيذكر موقع الإنترنت المنسوب للمنظمة أيضا الأسطول التركي المعتزم Freedom Flotilla II، ولكنه لا يعبر بوضوح عن نية لشن هجوم ضد إسرائيل. ولكنه ليس من المستبعد أن إسرائيل أيضا ستواجه هجوما إنترنتيا من جهة أفراد «أنونيموس»، بمثابة الهجومات المتوقعة على حواسب حكومتي إيران وتركيا ، إذا أبحر الأسطول التركي هذه السنة ثانية .