كان ربيع العرب من اجمل المواسم بالنسبة لشبكات التواصل الاجتماعية من امثال فيسبوك وتويتير التي كان لها دور كبير في حشد التأييد للثورات العربية وفي تنظيمها . ولكن هذه التكنولوجيا هي بمثابة سيف ذي حدين وانها لا تزال تلعب دورا اخر اكثر قتامة .
وعلم هذا الشهر ان منظومة من انتاج الشركة العملاقة “نوكيا سيمنس ” امكنت سلطات الامن في البحرين من اعتراض والتنصت للرسائل النصية القصيرة التي ارسلها المشاركون في التظاهرات المناوئة للحكم مما اتاح الفرصة للسلطات لاعتقال العديد من المحتجين الذين تعرض بعضهم بحسب المصادر الى التعذيب.
ويتم استخدام هذه المنظومات في العديد من دول العالم وفي 12 دولة على الاقل في الشرق الاوسط من بينها مصر ,واليمن , وسوريا والبحرين .
وتفيد التقارير بان هذه المنظومات لها قدرات تتجاوز اعتراض الرسائل النصية فقط فانها قادرة على تشخيص الاصوات والتنصت الى برامج مثل “سكايب” وتحديد مكان تواجد مستخدميها كما انها تتيح للسلطات التدخل في حركة الرسائل النصية وتغييرها .
وافادت شركة نوكيا المنتجة لهذه المنظومات في تقرير لها قبل اربع سنوات انها قد نصبتها في 60 دولة .
وليست احداث ربيع العرب المرة الاولى التي تستخدم فيها السلطات هذه المنظومات لالقاء القبض على المعارضين في منطقة الشرق الاوسط .
وقد قامت اجهزة الامن الايرانية باستعمالها عام 2009 خلال موجة الاضطرابات والاحتجاجات التي عمت طهران بعد الانتخابات الرئاسية . وافيد ان السلطات عرضت على المتظاهرين المعتقلين مضامين الرسائل النصية القصيرة التي ارسلوها .
وقد رفع معارضون ايرانيون دعوى قضائية ضد شركة ” نوكيا سيمنس” امام محكمة امريكية بسبب مشاركتها في انتهاك حقوق الانسان في ايران اذ انها قد باعت النظام في طهران هذه المنظومات وشاركت في تنصيبها (وفي ذلك العام افيد ان الشركة كانت تنوي بيع الصين منومة كهذه من اجل ما وصف ب”حماية امن المعلومات “)
ودعت اوساط واسعة من المعارضة الايرانية الى مقاطعة شركة “نوكيا سيمنس” بسبب ضلوعها في مساعدة النظام على قمع التظاهرات وفتحت المعارضة الايرانية لهذا الغرض صفحة خاصة على موقع الفيسبوك ونشرت عريضة على الانترنيت .
ويشار الى ان المنظومة الايليكتورنية من انتاج ” نوكيا سيمنس ” ليست الوحيدة التي تستخدمها الدول والانظمة الدكتاتورية والتي قد تشكل سلاحا فتاكا بايديها . واكتشف تقرير من شهر مارس اذار من العام 2010 ان تسعا من دول المنطقة تستخدم التكنولوجيا الغربية لفرض قيود على الاتصالات والانترنيت داخل حدودها ولمراقبة تحرك المعلومات فيها بما في ذلك برامج خاصة بحجب المواقع ول”تنقية مضامينها “
هذه المقالة متاحة أيضًا بـ:
עברית